التطور التاريخي لمشاركة المرأة في الاقتصاد المغربي
لطالما كانت المرأة المغربية شريكًا أساسيًا في تحقيق أهداف التنمية وتطوير المجتمع. شهدت العقود الأخيرة اهتمامًا متزايدًا بالدور الذي تضطلع به المرأة داخل المجتمعات العربية، خصوصًا أنه لا يمكن حدوث أي تحولات أو تقدم دون دور فاعل للمرأة.
نماذج رائدة للنساء في مجال الأعمال
- سلوى إدريسي أخنوش: سيدة أعمال مغربية بارزة، مؤسسة ورئيسة مجموعة "أكسال". تمتلك نصف حصص "موروكو مول" في الدار البيضاء، وهو أكبر مركز تجاري في إفريقيا. أطلقت في عام 2017 علامتها التجارية لمستحضرات التجميل "يان آند وان". كما تمتلك حقوق الامتياز الحصرية لعدة علامات تجارية دولية في المغرب، مثل زارا، ماسيمو دوتي، وغوتشي.
- ليلى الدكالي: رئيسة جمعية سيدات الأعمال في المغرب. أشارت إلى أن ريادة الأعمال النسائية في المغرب شهدت تطورًا واضحًا، حيث أصبحت المرأة المغربية أفضل تعليمًا وأكثر تأهيلاً من أي وقت مضى، وتشكل النساء أكثر من نصف عدد الطلبة الجامعيين.
مبادرات الدولة لدعم ريادة الأعمال النسائية
أدركت الدولة المغربية أهمية دعم النساء لخلق تعاونيات تساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي والوطني، مما يتيح لهن فرص العمل وتحسين ظروفهن الاجتماعية. تم تنفيذ عدد من الإصلاحات لتحسين وضعية حقوق المرأة، بما في ذلك الكوتا المتعلقة بالنوع الاجتماعي في الانتخابات البرلمانية، ومراجعة قانون الأسرة (المدونة)، وإصلاح الدستور، وسن قوانين تسمح للمرأة بنقل الجنسية إلى أطفالها، وتعديل قانون الاغتصاب، وسن قانون يجرم العنف القائم على النوع الاجتماعي.
التعاونيات النسائية: نموذج للتمكين الاقتصادي
شهد المغرب خلال السنوات الأخيرة تقدمًا كبيرًا في مجال تمكين المرأة، خصوصًا في إطار التعاونيات. أدركت الدولة أهمية دعم النساء لخلق تعاونيات تساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي والوطني، مما يتيح لهن فرص العمل وتحسين ظروفهن الاجتماعية.
التحديات المستمرة أمام النساء في سوق العمل
رغم التقدم المحرز، لا تزال النساء المغربيات يواجهن تحديات في الوصول إلى المناصب العليا في الوظيفة العمومية. وفقًا لتقرير حديث، من أصل 1463 مسؤولًا في المناصب العليا، تشغل النساء 209 من هذه المناصب فقط.
بالإضافة إلى ذلك، تتعرض النساء لتحديات مرتبطة بالتحيزات المجتمعية والثقافية التي قد تعيق تقدمهن المهني.
الطموح المستقبلي للنساء المغربيات
أظهرت دراسة استطلاعية حديثة أن 74% من النساء المغربيات يطمحن إلى بدء أعمالهن ومشاريعهن الخاصة. كما تتوقع 82% من صاحبات الأعمال نمو مداخيلهن خلال السنوات الخمس المقبلة، مما يعكس ثقة كبيرة في مستقبل ريادة الأعمال النسائية في المغرب.
أثبتت النساء المغربيات قدرتهن على التفوق والابتكار في مجال الأعمال، مساهمات بشكل فعال في الثورة الاقتصادية التي يشهدها المغرب. ومع استمرار الدعم والتشجيع، من المتوقع أن يزداد تأثيرهن في مختلف القطاعات الاقتصادية، مما يعزز من مكانة المغرب على الساحة الدولية.